تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مدرسة 1337 أو مصنع عباقرة البرمجة

Par
هشام‭ ‬الأزهري
مدرسة 1337 © ومع
مدرسة 1337 © ومع
مدرسة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مدرسين‭ ‬أو‭ ‬مقررات‭ ‬دراسية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جداول‭ ‬دراسة‭ ‬أو‭ ‬عطل‭ ‬محددة،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الأسبوع،‭ ‬مدرسة‭ ‬لا‭ ‬تشترط‭ ‬مستوى‭ ‬علميا‭ ‬معينا‭ ‬أو‭ ‬شهادات‭ ‬علمية‭ ‬والدراسة‭ ‬فيها‭ ‬بالمجان‭.‬

1337‭ ‬اسم‭ ‬مدرسة‭ ‬ببنكرير‭ ‬ليست‭ ‬كباقي‭ ‬المدارس،‭ ‬إنه‭ "‬كود‭" ‬لفك‭ ‬شفرة‭ ‬طموح‭ ‬الحالمين‭ ‬بالغوص‭ ‬لأبعد‭ ‬مدى‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬البرمجة‭ ‬الرقمية،‭ ‬وجعلهم‭ ‬يحلقون‭ ‬في‭ ‬عوالم‭ ‬الابتكار‭ ‬والتفوق‭.‬

لكن‭ ‬خلف‭ ‬كلمة‭ ‬المجانية،‭ ‬وتوفير‭ ‬كل‭ ‬الشروط‭ ‬المادية‭ ‬واللوجستيكية‭ ‬للنجاح‭ ‬والتفوق،‭ ‬ووراء‭ ‬ستار‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬الذي‭ ‬يضفي‭ ‬أجواء‭ ‬خاصة‭ ‬وطقوسا‭ ‬استثنائية‭ ‬على‭ ‬التكوين‭ ‬داخلها،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الكلمة‭ ‬المفتاح‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬اللغة‭ ‬البرمجية‭ ‬التي‭ ‬صُممت‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬العجيبة‭ ‬هي‭ "‬الإبداع‭". ‬مدرسة‭ ‬العباقرة‭ ‬وجنة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وأرض‭ ‬الفرص‭ ‬وموطن‭ ‬الموهوبين‭ ‬والمبدعين،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬صورة‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬طلبتها،‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬يتمثلونها،‭ ‬جسرا‭ ‬ينقل‭ ‬شغفهم‭ ‬وأحلامهم‭ ‬إلى‭ ‬علياء‭ ‬المجد‭ ‬والثراء‭.‬

ثلاثة‭ ‬عشر‭ - ‬سبعة‭ ‬وثلاثون

 

تنبني‭ ‬خوارزمية‭ ‬مدرسة‭ ‬1337‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ "‬التعلم‭ ‬بالتطبيق‭"‬،‭ ‬وهي‭ ‬ثمرة‭ ‬شراكة‭ ‬بيداغوجية‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬المكتب‭ ‬الشريف‭ ‬للفوسفاط‭ (‬OCP‭) ‬ومدرسة‭ ‬42‭ ‬الفرنسية،‭ ‬والتي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬وتعتبر‭ ‬أفضل‭ ‬مدرسة‭ ‬ترميز‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حسب‭ ‬CodinGame،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬شريكا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬في‭"‬فريمونت‭" ‬وبالضبط‭ ‬بالسيليكون‭ ‬فالي‭ ‬Silicon Valley‭.‬

ومع‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬حصدتها‭ ‬فكرتها‭ ‬المبتكرة،‭ ‬تعرضت‭ ‬منهجيتها‭ ‬كثيرا‭ ‬للتقليد،‭ ‬واعتُمد‭ ‬نموذجها‭ ‬البيداغوجي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬معاهد‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ "‬101‭" ‬في‭ ‬ليون‭ ‬بفرنسا،‭ ‬و‭"‬We think code‭" ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬و‭"‬Academy Plus‭" ‬في‭ ‬رومانيا،‭ ‬أو‭ "‬Unit‭ ‬Factory‭" ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والمولود‭ ‬الأخير‭ "‬19‭" ‬في‭ ‬بلجيكا‭.‬

ويتبع‭ ‬الطلاب‭ ‬المغاربة‭ ‬المنتمين‭ ‬لـ‭"‬1337‭" ‬بمدينتي‭ ‬خريبكة‭ ‬وبنكرير‭ ‬المنهج‭ ‬الدراسي‭ ‬نفسه،‭ ‬بالأدوات‭ ‬والوسائل‭ ‬التربوية‭ ‬نفسها،‭ ‬مثل‭ ‬رفاقهم‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬أو‭ ‬سليكون‭ ‬فالي‭ ‬أو‭ ‬بروكسل‭.‬

 

نخبة‭ ‬الكمبيوتر

 

على‭ ‬بعد‭ ‬177‭ ‬كلم‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬و70‭ ‬كلم‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬مراكش،‭ ‬يتواجد‭ ‬مقر‭ ‬مدرسة‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشر‭- ‬سبعة‭ ‬وثلاثون‭ ‬1337،‭ ‬بالمدينة‭ ‬الخضراء‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬وفي‭ ‬قلب‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬لجامعة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬متعددة‭ ‬التخصصات‭ ‬التقنية‭ ‬بنكرير‭. ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬مقر‭ ‬شقيقتها‭ "‬مدرسة‭ ‬1337‭ ‬خريبكة‭" ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬معزولة‭ ‬نسبيا‭ ‬عن‭ ‬مقرات‭ ‬باقي‭ ‬المؤسسات،‭ ‬تتواجد‭ ‬مدرسة‭ ‬بنكرير‭ ‬داخل‭ ‬تجمع‭ ‬اداري،‭ ‬يلفه‭ ‬السكون،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬بناياته‭ ‬المطلية‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر‭.‬

العديد‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬مدينة‭ ‬بنكرير‭ ‬يعرفون‭ ‬المدرسة‭ ‬بمسميات‭ ‬أخرى‭ "‬مدرسة‭ ‬العباقرة‭"‬،‭ "‬مدرسة‭ ‬أدمغة‭ ‬لانفورماتيك‭"‬،‭ "‬الدراري‭ ‬لي‭ ‬كا‭ ‬يقراو‭ ‬بالليل‭"...‬،‭ ‬لكن‭ ‬محمد‭ ‬الذي‭ ‬التقيناه‭ ‬صدفة‭ ‬خارج‭ ‬أسوارها‭ ‬واتضح‭ ‬أنه‭ ‬أحد‭ ‬تلامذة‭ ‬المدرسة،‭ ‬ألح‭ ‬على‭ ‬توضيح‭ ‬الأمر‭ "‬نحن‭ ‬مدرسة‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشر‭- ‬سبعة‭ ‬وثلاثون،‭ ‬leet‭"‬،‭ ‬وليس‭ "‬ألف‭ ‬وثلاثمائة‭ ‬وسبعة‭ ‬وثلاثون‭"‬،‭ ‬تم‭ ‬أطلق‭ ‬ضحكة‭ ‬مجلجلة‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬المفتاح‭ ‬الذي‭ ‬شجعنا‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭.‬

‭"‬1337‭ ‬تعني‭ "‬النخبة‭"‬،‭ ‬أو‭ "‬leet‭" ‬للاختصار،‭ ‬يضيف‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬BAB،‭ "‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬بلغة‭ ‬مبرمجين‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬كان‭ ‬يستعمل‭ ‬لوصف‭ ‬شخص‭ ‬لديه‭ ‬مهارات‭ ‬كبيرة‭ ‬واستثنائية‭ ‬في‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬والألعاب‭".‬

‭"‬ليت‭ ‬ليتكلم‭" ‬يسبق‭ ‬ثقافة‭ ‬1337،‭ ‬leet speak elite‭ ‬speak‭"‬،‭ ‬وهي‭ ‬طريقة‭ ‬أسلوبية‭ ‬لتهجئة‭ ‬الحروف‭ ‬الإنجليزية‭ ‬باستخدام‭ ‬الأرقام‭ ‬وأحرف‭ ‬ASCII‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬لوحة‭ ‬المفاتيح‭. ‬ويمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬بمثابة‭ ‬تعبير‭ ‬ثقافي‭ ‬تولد‭ ‬حين‭ ‬أراد‭ ‬قراصنة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1980‭ ‬إخفاء‭ ‬هوياتهم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والمحادثات‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭".‬

ويضيف‭ ‬محمد،‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬أنه‭ ‬يستمتع‭ ‬في‭ ‬التحدث‭ ‬بلغة‭ ‬تقنية‭ ‬صرفة،‭ "‬يستخدم‭ ‬برنامج‭ ‬Leet Speak‭ ‬الأعداد‭ ‬والأحرف‭ ‬لاستبدال‭ ‬الأبجدية‭ ‬الإنجليزية‭...".‬

ودعنا‭ ‬محمد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شكرناه‭ ‬لأنه‭ ‬أوضح‭ ‬بأن‭ ‬1337‭ ‬تعني‭ ‬النخبة،‭ ‬فأطلق‭ ‬ضحكة‭ ‬أخرى‭ ‬وباغتنا‭ ‬بالسؤال‭ "‬أهذا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬استوعبتموه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شرحي؟‭" ‬ثم‭ ‬وضع‭ ‬حقيبته‭ ‬على‭ ‬ظهره‭ ‬وودعنا‭ ‬بابتسامة‭ ‬دافئة‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬مع‭ ‬وعد‭ ‬باللقاء‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭.‬

 

مستودع‭ ‬أحلام

 

لا‭ ‬شيء‭ ‬يعكر‭ ‬صفو‭ ‬وهدوء‭ ‬مقر‭ ‬المدرسة،‭ ‬ولكن‭ ‬خلف‭ ‬ستار‭ ‬الصمت‭ ‬تتحدث‭ ‬رسوم‭ ‬الغرافيزم‭ ‬المنتشرة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬جدرانها،‭ ‬وبعض‭ ‬الكلمات‭ ‬المقتضبة‭ ‬ببعض‭ ‬الزوايا،‭ ‬تعبر‭ ‬جميعها‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ "‬الحكم‭ ‬والشعارات‭" ‬عن‭ ‬الشغف‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬النجاح‭.‬

تستريح‭ ‬1337‭ ‬لبنكرير‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬إجمالية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬3000‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬مستويات،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تضم‭ ‬فضاءين‭ ‬يمتدان‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬مجهزان‭ ‬ب300‭ ‬جهاز‭ (‬إ‭.‬ماك‭) ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭.‬

تتواجد‭ ‬بها‭ ‬فضاءات‭ ‬للاسترخاء،‭ ‬وهي‭ ‬أماكن‭ ‬يعتبرها‭ ‬مصممو‭ ‬المدرسة‭ ‬مهمة‭ ‬وأساسية‭ ‬تتيح‭ ‬للشباب‭ ‬التفكير‭ ‬والتعاون‭ ‬وهم‭ ‬يستمتعون‭ ‬بلعبة‭ ‬البلياردو‭ ‬أو‭ ‬الشطرنج‭ ‬أو‭ ‬البلايستايشن‭. ‬وتمتد‭ ‬هذه‭ ‬الفضاءات‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬200‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬مجهزة‭ ‬بقاعات‭ ‬للاجتماعات‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬التجهيزات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬للطلبة‭ ‬الاسترخاء‭ ‬بعد‭ "‬وجبة‭" ‬برمجة‭ ‬تمتد‭ ‬لساعات‭.‬

 

لعبة‭ ‬الحظ

 

يرتهن‭ ‬قبول‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬بهذه‭ ‬المدرسة،‭ ‬لشرطين‭ ‬أساسيين‭. ‬وتؤكد‭ ‬هند‭ ‬البرنوصي،‭ ‬مسؤولة‭ ‬التواصل‭ ‬بالمؤسسة،‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬لمجلة‭ ‬BAB،‭ ‬أولهما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سن‭ ‬المترشح‭ ‬بين‭ ‬18‭ ‬و30‭ ‬سنة،‭ ‬وأهمهما‭ "‬الإبداع‭" ‬وهو‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحملها‭ ‬أي‭ ‬طالب‭ ‬قرر‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمدرسة،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مؤهل‭ ‬أو‭ ‬مستوى‭ ‬دراسي‭ ‬في‭ ‬المعلوميات‭.‬

يخضع‭ ‬المرشح‭ ‬لاختبار‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بوابة‭ ‬مدرسة‭ ‬1337،‭ ‬مدته‭ ‬10‭ ‬دقائق،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬اجتياز‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار‭ ‬يقوم‭ ‬المترشح‭ ‬باختيار‭ ‬إحدى‭ ‬شُعب‭ "‬المسابح‭" ‬المقترحة‭ ‬ببوابة‭ ‬1337‭ ‬الإلكترونية‭. ‬وتؤكد‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬أن‭ ‬مبدأ‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمدرسة‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬السرعة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬حجز‭ ‬مكان‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬رهين‭ ‬بالسرعة‭ ‬في‭ ‬اجتياز‭ ‬الاختبار‭ ‬الأول‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬تحمل‭ ‬رمزا‭ ‬مشفرا‭ ‬يحمله‭ ‬المترشح‭ ‬معه،‭ ‬إذ‭ ‬عند‭ ‬ولوج‭ ‬المؤسسة‭ ‬يلتقي‭ ‬الطالب،‭ ‬المقبول‭ ‬في‭ ‬الاختبار‭ ‬الأول،‭ ‬بالفريق‭ ‬البيداغوجي‭ ‬للمدرسة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬منهجية‭ ‬المؤسسة‭ ‬والأهم‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ملاءمة‭ ‬برامجها‭ ‬لطاقاته‭ ‬ومؤهلاته‭ ‬الفكرية‭.‬

ويعتبر‭ "‬المسبح‭"‬،‭ ‬توضح‭ ‬هند‭ ‬البرنوصي،‭ "‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أطول‭ ‬الاختبارات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬مدته‭ ‬4‭ ‬أسابيع‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬وطيلة‭ ‬أيام‭ ‬الأسبوع،‭ ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬يخضع‭ ‬فيها‭ ‬المترشحون‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الاختبارات،‭ ‬كما‭ ‬ينجزون‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬التمارين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬فردية‭ ‬وجماعية‭ ‬يكدون‭ ‬لمتابعتها‭ ‬وتطويرها،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يخضع‭ ‬الطلبة‭ ‬لامتحان‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬مع‭ ‬حرمانهم‭ ‬من‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الإنترنيت،‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬تقنية‭ ‬peer-learning‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التعلم‭ ‬التعاوني‭ ‬الذي‭ ‬يساعد‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬إبداعاتهم‭ ‬بفضل‭ ‬التعلم‭ ‬بإنجاز‭ ‬المشاريع‭. ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬يتم‭ ‬انتقاء‭ "‬البروفايلات‭" ‬التي‭ ‬ستتمكن‭ ‬من‭ ‬ولوج‭ ‬المدرسة‭"‬

 

الخوف‭ ‬من‭ ‬الثقب‭ ‬الدودي‭ ‬Wormhole

 

‭"‬أشعر‭ ‬كأني‭ ‬في‭ ‬حلم‭ ‬وأخاف‭ ‬الاستفاقة‭ ‬منه،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬أحلامي‭ ‬لم‭ ‬أتخيل‭ ‬أني‭ ‬سأكون‭ ‬يوما‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬السحري‭"‬،‭ ‬كلمات‭ ‬رددها‭ "‬معاد‭"‬‭ ‬والذي‭ ‬بالكاد‭ ‬أكمل‭ ‬ربيعه‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين،‭ ‬تم‭ ‬أشاح‭ ‬ببصره‭ ‬بعيدا‭ ‬وعاد‭ ‬ليركز‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬الحاسوب‭ ‬الكبيرة‭ ‬المنتصبة‭ ‬أمامه‭.‬

بدا‭ ‬واضحا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكلام‭ ‬المقتضب‭ ‬لـ‭"‬معاد‭" ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬مهووسا‭ ‬بشيء‭ ‬اسمه‭ ‬الوقت،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬المدرسة‭ ‬لا‭ ‬تتقيد‭ ‬بوقت‭ ‬خاص‭ ‬للدراسة‭ ‬وتترك‭ ‬لمنتسيبها‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬المساحة‭ ‬الزمنية‭ ‬لاشتغالهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الانطباع‭ ‬الذي‭ ‬يتركه‭ ‬التلاميذ‭ ‬لدى‭ ‬من‭ ‬يلتقيهم‭ ‬هو‭ ‬أنهم‭ ‬يقدسون‭ ‬شيئا‭ ‬اسمه‭ ‬الوقت،‭ ‬وثوان‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬عرفهم‭ ‬تساوي‭ ‬فرصا‭ ‬يتعين‭ ‬اقتناصها‭.‬

يعلق‭ ‬معاد‭ ‬على‭ ‬الأمر‭ ‬قائلا‭ "‬حين‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬تنظيم‭ ‬وقتك‭ ‬فلا‭ ‬مجال‭ ‬للأعذار،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسمح‭ ‬للوقت‭ ‬بأن‭ ‬يجهض‭ ‬حلمنا‭ ‬الكبير،‭ ‬لذلك‭ ‬فنحن‭ ‬من‭ ‬يطوعه‭ ‬لخدمة‭ ‬أهدافنا‭".‬

أشار‭ "‬معاد‭" ‬لعداد‭ ‬في‭ ‬يسار‭ ‬شاشة‭ ‬حاسوبه‭ ‬وأضاف‭: "‬هذا‭ ‬العداد‭ ‬التنازلي‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يرسم‭ ‬طريقنا‭ ‬إما‭ ‬نحو‭ ‬تسلق‭ ‬سلم‭ ‬المجد‭ ‬لتحقيق‭ ‬أحلامنا‭ ‬أو‭ ‬ابتلاع‭ ‬هذه‭ ‬الاحلام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ال‭ ‬WormHole‭ (‬الثقب‭ ‬الدودي‭) ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحمر‭ ‬أرقامه‭ ‬وتصل‭ ‬للرقم‭ ‬صفر‭"‬،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬انتهاء‭ ‬رحلتنا‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭ ‬وتسليم‭ "‬البادج‭" ‬والمغادرة‭ ‬مكسوري‭ ‬الخاطر‭ ‬والحلم‭.‬

يؤكد‭ ‬مسؤول‭ ‬بالفريق‭ ‬البيداغوجي‭ ‬أن‭ "‬التوزيع‭ ‬الزمني‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬الاشتغال‭ ‬بالوتيرة‭ ‬التي‭ ‬تريح‭ ‬الطالب‭. ‬ويمكن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يلزمه‭ ‬لإنجاز‭ ‬مشروعه،‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نخصصه‭ ‬لكل‭ ‬مشروع‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬تقديري‭".‬

لكن‭ ‬يبدو‭ ‬بأن‭ ‬طلبة‭ ‬المدرسة‭ ‬اكتسبوا‭ ‬فهما‭ ‬معمقا‭ ‬لتدبير‭ ‬الزمن‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هو‭ ‬الدرس‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬تلقوه‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬قبولهم‭ ‬النهائي،‭ ‬يؤكد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشرفين‭ ‬على‭ ‬المدرسة‭ ‬أن‭ "‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬يساعد‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬ومفاجآت‭ ‬الحياة،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬امكانية‭ ‬الانقطاع‭ ‬المؤقت‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬لوقت‭ ‬محدد‭ ‬والعودة‭ ‬لاستكمال‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬وصل‭ ‬اليها‭ ‬الطالب،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الجميع‭ ‬تترسخ‭ ‬القناعة‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬المقاولات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬يتطلب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وقت‭ ‬الإنجاز‭ ‬مضبوطا‭".‬

‭"‬الوقت‭ ‬إكراه‭ ‬من‭ ‬إكراهات‭ ‬الاحترافية‭ ‬والمهنية،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نضعه‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭"‬،‭ ‬جملة‭ ‬كتبت‭ ‬على‭ ‬الموقع‭ ‬الالكتروني‭ ‬للمدرسة،‭ ‬تلخص‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬فلسفة‭ ‬تدبير‭ ‬الوقت‭ ‬وتفادي‭ ‬ال‭ ‬Wormhole‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

 

التفكير‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق

 

اختارت‭ ‬المدرسة‭ ‬كشعار‭ ‬لها‭ "‬1337‭ ‬مدرسة‭ ‬الحاضر‭ ‬المتطلعة‭ ‬للمستقبل‭". ‬وعن‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار،‭ ‬تقول‭ ‬هند‭ ‬البرنوصي‭ ‬إن‭ ‬1337‭ ‬مدرسة‭ ‬فريدة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬ولوجها،‭ ‬ومن‭ ‬ثمة‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬المواعيد‭ ‬مشفرة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التلاعب‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬تعديلها‭.‬

وأشارت‭ ‬مسؤولة‭ ‬التواصل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬فرق‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلمسه‭ ‬الزائر‭ ‬للمدرسة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المنهج‭ ‬التعليمي‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬أساتذة‭ ‬ولا‭ ‬دروس،‭ ‬الطالب‭ ‬هو‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالتعلم‭ "‬التعاوني‭" ‬وهو‭ ‬تعلم‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬التشاركي‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬مع‭ ‬مجموعات‭ ‬العمل‭.‬

ثاني‭ ‬الملاحظات،‭ ‬تردف‭ ‬المتحدثة،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الطلبة‭ ‬بمدرسة‭ ‬1337‭ ‬يمكنهم‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬ساعات‭ ‬اليوم،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬العطل،‭ ‬إذ‭ ‬تظل‭ ‬الأبواب‭ ‬مفتوحة‭ ‬طيلة‭ ‬أيام‭ ‬الأسبوع‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭.‬

فرق‭ ‬جوهري‭ ‬آخر‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحظته‭ ‬أثناء‭ ‬تفقد‭ ‬هاته‭ ‬المنشأة‭ ‬الكبيرة،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬منظومة‭ ‬التعلم‭ ‬بها‭ ‬تتم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التطبيق‭ ‬وإنجاز‭ ‬مشاريع،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لدروس‭ ‬نظرية‭ ‬يفتقد‭ ‬فيها‭ ‬التركيز‭ ‬بعد‭ ‬10‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬بدايتها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التكوين‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬حديثة‭ ‬في‭ ‬التلقين‭ ‬كالتعليم‭ ‬بالتلعيب‭ (‬Gamification‭) ‬وغيرها‭.‬

نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬يجب‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها‭ ‬حسب‭ ‬البرنوصي،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الطالب‭ ‬بمدرسة‭ ‬1337‭ ‬يمكنه‭ ‬تغيير‭ ‬تخصصه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مرحلة،‭ ‬بحيث‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬مجبرا‭ ‬على‭ ‬تتبع‭ ‬تخصص‭ ‬معين،‭ ‬بل‭ ‬وله‭ ‬الحق‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬تتبع‭ ‬تخصصات‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬للمدرسة‭ ‬يخضع‭ ‬لقواعد‭ ‬خاصة‭ ‬وفريدة‭ ‬تربي‭ ‬إحساسا‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة‭ ‬بأن‭ ‬المدرسة‭ ‬وممتلكاتها‭ ‬ملك‭ ‬لهم‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تنمي‭ ‬فيهم‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬وتطوير‭ ‬مردوديتها‭.‬

 

الكلستر‭ ‬Cluster

 

القلب‭ ‬النابض‭ ‬للمدرسة،‭ ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬شيئا‭ ‬سبق‭ ‬مشاهدته‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬أو‭ ‬جامعية‭. ‬إنه‭ ‬فضاء‭ ‬فسيح‭ ‬تتراص‭ ‬داخله‭ ‬وبأناقة‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬300‭ ‬حاسوب‭ ‬من‭ ‬آخر‭ ‬طراز،‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬طابقين‭. ‬لا‭ ‬أثر‭ ‬لسبورة‭ ‬أو‭ ‬أستاذ‭ ‬يشرح‭ ‬أو‭ ‬يوجه‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يراقب‭ ‬احترام‭ ‬النظام،‭ ‬شباب‭ ‬منغمسون‭ ‬بتركيز‭ ‬أمام‭ ‬شاشات‭ ‬الحواسيب‭ ‬وكأنهم‭ ‬يؤدون‭ ‬طقوسا‭ ‬خاصة‭ ‬داخل‭ ‬محراب‭ "‬الكلستر‭"‬،‭ ‬وآخرون‭ ‬يتناقشون‭ ‬بصوت‭ ‬أقرب‭ ‬للهمس‭ ‬حول‭ ‬شاشة‭ ‬أحد‭ ‬الحواسيب،‭ ‬فيما‭ ‬اختار‭ ‬البعض‭ ‬صفاء‭ ‬ذهنه‭ ‬خارج‭ ‬القاعة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬البلياردو‭ ‬أو‭ ‬الشطرنج‭.‬

ورغم‭ ‬أننا‭ ‬غرباء‭ ‬عن‭ ‬المكان،‭ ‬وكنا‭ ‬نقوم‭ ‬بجولة‭ ‬وسط‭ ‬القاعة‭ ‬الفسيحة‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬مساحتها‭ ‬200‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬لكن‭ ‬شعرنا‭ ‬لوهلة‭ ‬بأننا‭ ‬غير‭ ‬مرئيين‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬ولم‭ ‬نثر‭ ‬انتباههم‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬فضولهم،‭ ‬وظل‭ ‬تركيزهم‭ ‬بالكامل‭ ‬منصبا‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬يشتغلون‭ ‬عليها‭. ‬اقتحمنا‭ ‬خلوة‭ ‬وتركيز‭ "‬سعاد‭" ‬إحدى‭ ‬طالبات‭ ‬المدرسة،‭ ‬وانتزعناها‭ ‬مؤقتا‭ ‬من‭ ‬حاسوبها‭ ‬لنستفسرها‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬اختيارها‭ ‬1337‭.‬

‭"‬سعاد‭ ‬نالت‭ ‬شهادة‭ ‬الاجازة‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬والتقنيات،‭ ‬وسمعت‭ ‬وقرأت‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬وتجربة‭ ‬المؤسسة،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬انتباه‭ ‬سعاد،‭ ‬حسب‭ ‬تصريحها‭ ‬لمجلة‭ ‬BAB،‭ ‬منهجية‭ ‬الاشتغال‭ ‬غير‭ ‬المعتادة،‭ ‬درست‭ ‬بالكلية‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬بالشكل‭ ‬التقليدي‭ ‬والتلقين‭ ‬والحفظ‭ ‬وهامش‭ ‬البحث‭ ‬الذاتي‭ ‬الضيق،‭ ‬ويمكنني‭ ‬القول،‭ ‬توضح‭ ‬سعاد،‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬المنهجية‭ ‬بإمكانها‭ ‬منحنا‭ ‬شهادات‭ ‬عليا‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬تكوينا‭ ‬رفيعا‭ ‬ننافس‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التطوير‭ ‬التكنولوجي‭". ‬وأضافت‭ ‬سعاد‭ "‬هنا‭ ‬نتعلم‭ ‬بالتطبيق‭ ‬والممارسة،‭ ‬نساعد‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬كطلبة‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬باقي‭ ‬المدارس‭ ‬الشريكة‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬42،‭ ‬بل‭ ‬نقوم‭ ‬بتقييم‭ ‬عملنا‭ ‬وتصحيح‭ ‬امتحاناتنا‭ ‬كطلبة‭ ‬ودون‭ ‬تدخل‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬خارجي‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬الادارة‭ ‬نفسها‭".‬

غير‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬جلوس‭ ‬سعاد‭ ‬يجتمع‭ ‬ثلاثة‭ ‬شبان‭ ‬حول‭ ‬شاشة‭ ‬حاسوب‭ ‬وينخرطون‭ ‬في‭ ‬نقاش‭ ‬محتدم‭ ‬حول‭ ‬أمر‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬مشروعا‭ ‬يشتغلون‭ ‬عليه،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ترتفع‭ ‬أصواتهم‭ ‬احتراما‭ "‬لقدسية‭" ‬المكان‭.‬

أصغرهم‭ ‬يسمى‭ ‬حسن‭ ‬وهو‭ ‬بالكاد‭ ‬بلغ‭ ‬التاسعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬استقبلنا‭ ‬بابتسامة‭ ‬عريضة،‭ ‬وهو‭ ‬يخبرنا‭ ‬بأنه‭ ‬للتو‭ ‬أكمل‭ ‬شهره‭ ‬الأول‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة،‭ ‬وعلامات‭ ‬الفرح‭ ‬بادية‭ ‬على‭ ‬وجهه،‭ " ‬كيف‭ ‬أشعر؟‭ ‬أنا‭ ‬في‭ ‬حلم،‭ ‬هذه‭ ‬أسعد‭ ‬أيام‭ ‬حياتي،‭ ‬كل‭ ‬ساعة‭ ‬ودقيقة‭ ‬أتعلم‭ ‬شيئا‭ ‬جديدا،‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬يكبر‭ ‬حلمي‭ ‬أكثر‭".‬

يضيف‭ ‬المبرمج‭ ‬الشاب‭.. "‬بصراحة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تستهويني‭ ‬يوما‭ ‬أجواء‭ ‬الدراسة‭ ‬بشكلها‭ ‬التقليدي،‭ ‬وكنت‭ ‬دائما‭ ‬أعاني‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬التركيز‭ ‬داخل‭ ‬الفصل،‭ ‬وأكبر‭ ‬العقبات‭ ‬أمامي‭ ‬كانت‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬ما‭ ‬يلقنه‭ ‬الاستاذ‭ ‬بحيث‭ ‬كنت‭ ‬اضطر‭ ‬للاستظهار‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬استوعب‭ ‬المضمون‭ ‬حتى‭ ‬أستطيع‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الامتحانات‭. ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬1337‭ ‬حررت‭ ‬كل‭ ‬الطاقات‭ ‬داخلي‭ ‬وجعلتني‭ ‬أدرس‭ ‬بشغف‭ ‬لأن‭ ‬الأهداف‭ ‬أمامي‭ ‬واضحة‭ ‬وملموسة‭".‬

 

التلعيب‭ (‬Gamification‭)‬

 

تعتمد‭ ‬مدرسة‭ ‬1337‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬التعلم‭ ‬بمساعدة‭ ‬الألعاب‭ ‬أو‭ ‬التلعيب‭. ‬والذي‭ ‬يعرف‭ ‬بأنه‭ ‬استخدام‭ ‬مبادئ‭ ‬اللعبة‭ ‬وأساليبها‭ ‬وعناصرها‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التدريب‭ ‬أو‭ ‬التعليم،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬الحافز‭ ‬والالتزام‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬المستخدم‭/ ‬المتعلم‭ ‬وتحسين‭ ‬تفاعله،‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬الدراسات‭ ‬إيجابية‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التعليمي‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬أسلوبا‭ ‬مألوفاً‭ ‬للمتعلمين‭ ‬الذين‭ ‬اعتاد‭ ‬معظمهم‭ ‬استخدام‭ ‬الألعاب‭ ‬الالكترونية‭. ‬جميع‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬يشتغل‭ ‬عليها‭ ‬طلبة‭ ‬المدرسة‭ ‬منظمة‭ ‬كلعبة‭ ‬فيديو،‭ ‬تقول‭ ‬هند‭ ‬البرنوصي،‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ "‬من‭ ‬خلال‭ ‬البحث‭ ‬وجمع‭ ‬التجارب،‭ ‬يجد‭ ‬الطالب‭ ‬نفسه‭ ‬يتقدم‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬ألعاب‭ ‬MMORPG‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يطور‭ ‬مهاراته‭ ‬ومستواه‭ ‬وقدراته‭.‬

وتضيف‭ ‬أن‭ "‬الطالب‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬تقدمه،‭ ‬وبإمكانه‭ ‬تفضيل‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬وبعض‭ ‬المواضيع‭ ‬من‭ ‬مشروعه،‭ ‬وهو‭ ‬يتقدم‭ ‬بالوتيرة‭ ‬التي‭ ‬تناسبه‭.‬‭ ‬وكلما‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬المستويات‭ ‬كلما‭ ‬ضاعف‭ ‬نقاط‭ ‬التجارب‭ ‬الموزعة‭ ‬على‭ ‬17‭ ‬مهارة‭ ‬مهنية‭. ‬والتي‭ ‬ستمكن‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬مستواه‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أعلى‭".‬

تتقاطع‭ ‬فكرة‭ ‬المدرسة‭ ‬مع‭ ‬خلاصات‭ ‬أحدث‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬محاكاة‭ ‬عناصر‭ ‬اللعبة‭ ‬تضفي‭ ‬حسا‭ ‬منطقيا‭ ‬على‭ ‬المنهج‭ ‬التعليمي،‭ ‬حيث‭ ‬تهدف‭ ‬تصرفات‭ ‬المستخدمين‭ ‬للألعاب‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬محدد‭ ‬هو‭ (‬الفوز‭) ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬عقبات‭. ‬وفي‭ ‬التعليم‭ ‬هناك‭ ‬هدف‭ ‬تعليمي‭ ‬يجب‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أداء‭ ‬أنشطة‭ ‬تعليمية‭ ‬محددة‭ ‬أو‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬المحتوى‭ ‬التعليمي‭.‬

ويتم‭ ‬تحديد‭ ‬مسار‭ ‬تعلم‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مستويات‭ ‬المعرفة‭ ‬المتحققة‭ ‬والمهارات‭ ‬المكتسبة،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬والمسؤولية‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬المجموعة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭. ‬ف‭"‬التلعيب‭" ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والمهارات،‭ ‬وإنما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬الالتزام‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحافز‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬المعرفة‭ ‬والمهارات‭.‬

ابتكار‭ ‬عالم‭ ‬الغد

 

بعد‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الدراسة،‭ ‬أو‭ "‬3‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الأحلام‭" ‬بلغة‭ ‬طلبة‭ ‬الـ‭ ‬1337،‭ ‬يحصل‭ ‬الطالب‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬من‭ ‬المدرسة،‭ ‬تؤكد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬فهو‭ ‬كما‭ ‬توضح‭ ‬هند‭ ‬البرنوصي،‭ ‬تكوين‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬النوابغ‭ ‬يمكنه‭ ‬ابتكار‭ ‬عالم‭ ‬الغد‭ ‬ومهن‭ ‬الغد،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ "‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مهن‭ ‬الغد‭ ‬لم‭ ‬تبتكر‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬الساعة،‭ ‬وهدف‭ ‬المؤسسة‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬ليس‭ ‬تكوين‭ ‬شباب‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه،‭ ‬بل‭ ‬مساعدتهم‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬مشاريع‭ ‬ومهن‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المراد‭".‬

وأفادت‭ ‬مسؤولة‭ ‬التواصل‭ ‬بـ1337‭ ‬بأن‭ ‬المدرسة‭ ‬وضعت‭ ‬برنامجا‭ ‬متابعا‭ ‬لكل‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيمكن‭ ‬كل‭ ‬الطلبة‭ ‬الملتحقين‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬اكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬مزاولة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التقنية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬في‭ ‬تكوينهم،‭ ‬بما‭ ‬سيمكنهم‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬مهن‭ ‬جديدة‭.‬

 

‭"‬1337‭ ‬ميد‭" ‬على‭ ‬خطى‭ ‬مدرسة‭ ‬بنكرير

 

قامت‭ ‬مجموعة‭ ‬طنجة‭ ‬المتوسط،‭ ‬عبر‭ ‬مؤسسة‭ ‬طنجة‭ ‬المتوسط،‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬متعددة‭ ‬التخصصات‭ ‬التقنية‭ ‬بإنشاء‭ ‬مدرسة‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ "‬1337‭ ‬ميد‭"‬،‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعلاميات‭ ‬بتطوان،‭ ‬بمنطقة‭ ‬الأنشطة‭ "‬تطوان‭ ‬شور‭"‬،‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬الرأس‭ ‬الأسود‭.‬

وستوفر‭ ‬مدرسة‭ "‬1337‭ ‬ميد‭"‬،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬ثالث‭ ‬مدرسة‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬1337‭ ‬بعد‭ ‬مدرستي‭ ‬خريبكة‭ ‬وبنكرير،‭ ‬حسب‭ ‬بلاغ‭ ‬صحفي‭ ‬للمجموعة،‭ ‬تكوينا‭ ‬مجانيا‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعلاميات‭ ‬والتشفير،‭ ‬وسيكون‭ ‬متاحا‭ ‬للجميع،‭ ‬ولا‭ ‬يشترط‭ ‬أي‭ ‬دبلوم‭ ‬أو‭ ‬معرفة‭ ‬مسبقة‭ ‬في‭ ‬الإعلاميات،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الأسبوع،‭ ‬حيث‭ ‬سيتم‭ ‬تجهيزها‭ ‬بـ‭ ‬150‭ ‬مقعدا‭ ‬دراسيا،‭ ‬لتقوم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬برفع‭ ‬قدرتها‭ ‬لتبلغ‭ ‬210‭ ‬مقاعد‭ ‬دراسية‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2023،‭ ‬مستهدفة‭ ‬تكوين‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬650‭ ‬طالبا‭.‬

وستقدم‭ ‬مجموعة‭ ‬طنجة‭ ‬المتوسط‭ ‬منحا‭ ‬دراسية‭ ‬للطلبة‭ ‬قصد‭ ‬تغطية‭ ‬نفقات‭ ‬السكن،‭ ‬لتساهم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬ستقدم‭ ‬جامعة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬متعددة‭ ‬التخصصات‭ ‬التقنية‭ ‬الدعمين‭ ‬التقني‭ ‬والبيداغوجي‭ ‬الضروريين‭ ‬لانطلاقة‭ ‬هذا‭ ‬الفرع‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬مدارس‭ ‬1337،‭ ‬وكذا‭ ‬تدبيرها‭ ‬المستدام،‭ ‬حيث‭ ‬سيستفيد‭ ‬شباب‭ ‬الجهة‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬عالي‭ ‬الجودة‭ ‬وإمكانية‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬شبكة‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬مبرمجي‭ ‬الإعلاميات‭.‬

 

مدرسة‭ "‬1337‭ ‬ميد‭" ‬دليل‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نموذج‭ ‬مدرسة‭ ‬بنكرير‭ ‬وشقيقتها‭ ‬بمدينة‭ ‬خريبكة‭ ‬سيظل‭ ‬ملهما‭ ‬لجهات‭ ‬أخرى‭ ‬تنقب‭ ‬عن‭ ‬عباقرة‭ ‬محليين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البرمجة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬قيود‭ ‬تفرضها‭ ‬الضوابط‭ ‬النظامية‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التكوين‭ ‬التقليدية‭.‬