تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تتراهيدروكانابينول

Par
خليل الهاشمي الإدريسي
THC

يبدو أن تقنين زراعة القنب الهندي للاستعمالات الطبية في المغرب بات مبعث قلق حقيقي لجنرالات الجزائر العجزة. مرة أخرى، ودون خجل، يعتبرون أن الأمر يتعلق بمؤامرة صهيونية ضد شبابهم، ومحاولة لتدمير الأمة الجزائرية عن طريق القنب الهندي، على الرغم من الاعتراف الواسع عالميا، في الآونة الأخيرة، بفوائده الطبية.

وللمرة الوحيدة التي لا ينتقدون فيها بلدنا، يذكر هؤلاء الجنرالات، وهم على أبواب التقاعد، أداء المغرب في هذا القطاع كما هو مبين في أدبيات بعض الهيئات الدولية. إنهم يمنحوننا بحماس كبير موقعا رياديا، يُنكرونَه علينا في مجالات عديدة أخرى، حيث نحن أيضا جيدين إن لم نكن الأفضل.

صحيح أنه بهذا التقنين سنجني الكثير من المال، وصحيح أيضا أن إسرائيل لها السبق في الصناعة الطبية انطلاقا من تتراهيدروكانابينول (THC هي الجزيئة الأكثر شهرة في نبات القنب الهندي، وتمتلك خاصية المؤثر النفسي). فإذا لم نستغل حقا استئناف العلاقات مع هذا البلد لبدء تعاون حقيقي في هذا المجال، فما سيكون نفع عودة العلاقات أمام كَمِّ الشتائم اليومية والإهانات المدوية للجزائر؟ يتعين أن تكون مشاريعنا، وبشكل منتظم بخلفية أخلاقية، في مستوى الجنون الجامح لعجزة جنرالات الجزائر. وإلا فإن الأمر لا يستحق!

لقد جلبنا العدو إلى باب هذا البلد، أي إسرائيل، دون التشاور معهم، وهو إخلال بواجب الأخوة المغاربية، وهنا نستعد لتقنين القنب الهندي، في انتهاك لقواعد حسن الجوار، دون أدنى انشغال بشأن شبيبة قادرة على تدخين كل شيء، حتى النعناع الطازج، هربا من واقع مقرف.

لكن ما الذي يمكن للمغرب أن يفعله لإرضاء هؤلاء الجنرالات الفاقدين لبوصلة القرن؟ الاختفاء من الوجود. نسيان الوطن. التخلي عن قيمنا. التنازل عن ثلث أراضينا. الاستسلام للعدمية. تخريب اقتصادنا. إنهم يريدون، في الواقع، أن يجعلوا منا، بسبب أكاذيبهم وإنكارهم، رمزا لفشلهم وكبش فداء غرق سفينتهم. مع الأسف، لا يمكننا فعل شيء لأجلهم.

ربما تكون الطريقة الوحيدة لكي ينسوننا هي أن يأخذوا نفسا قصيرا من القنب الهندي. بيد أنه من الضروري أيضا أن يكونوا مستعدين للعيش بدون كراهية وبدون حقد ودون غل. وهذا أمر غير مضمون!