
فقدان الوزن عن طريق تناول الدهنيات هي المفاجأة التي يعد بها هذا النظام "الكيتوني"، المعروف بحمية "الكيتو"، الذي بات يشهد منذ بضع سنوات نجاحا ملموسا.
في مقابل حميات التنحيف، يخالف نظام "الكيتو"، الذي يقوم على إدماج أغذية غنية بالدهنيات، الاعتقاد السائد في عالم التغذية بان الدهنيات هي من يلعب دور الشرير.
وبعد أن كان يستخدم لعلاج بعض الأمراض من قبيل الصرع واضطرابات الصداع، ارتقى نظام الكيتو إلى مستوى الحميات الغذائية المنحفة.
وحسب مريم العاجي، الطبيبة المتخصصة في التغذية، فإن هذه الحمية تهدف إلى تقليص استخدام السكريات بشكل ملحوظ لفائدة تناول الدهنيات لبلوغ مرحلة فرط الدهون أو "السيتوز".
كيف يعمل نظام الكيتو؟
لا مكان للفواكه الطرية والنشويات والأرز والخبز والسكريات، الكيتو يفضل الأغذية الغنية بالدهنيات كالزبدة والأسماك والجبن والبيض.
هذا النظام الصارم يروم تعديل الأيض مع الحفاظ على الإحساس بالجوع، إذ في الوقت الذي يستمد فيه الجسم طاقته بشكل طبيعي من الدهنيات الضرورية لعمله، تتجه عملية الأيض، خلال نظام الكيتو؛ حيث تكون السكريات محدودة، الى الاعتماد على مخزونات الجسم من الدهنيات المتراكمة على مستوى الكبد والعضلات.
وأوضحت الدكتورة العاجي أنه بمجرد ما تنفد مخزونات السكر يبدأ الجسم بحرق الدهون أو المواد الدهنية لإنتاج الطاقة، وهو ما يؤدي بالتالي إلى فقدان ملموس للوزن، في ظل استهلاك ضعيف للسكريات (50 غراما في اليوم كحد أقصى)، وهو بالنتيجة نمط غذائي يقلب رأسا على عقب هرمنا الغذائي التقليدي.
الدافعية والصرامة حجر الأساس
لا يرتبط نظام الكيتو، الذي تعد الدافعية والصرامة أهم مفاتيحه، بمدة زمنية محددة، إنما تختلف مدته حسب النتائج المرجوة، وتتراوح بين أسبوع وعدة أشهر.
وبحسب الشابة آية، استمرت مغامرة ريجيم الكيتو لأشهر فقط، "المهم في هذا النظام هو الإعداد الجيد للوجبات من خلال احتساب الحاجيات التي يمدنا بها كل غذاء. وهذا يتطلب جهدا وانضباطا كبيرين"، مشيرة الى أن الكيتو يستثني مجموعات غذائية، ويبدو أنه يستبعد مفهوم المتعة.
غير أن الاستمرار على هذا النمط الغذائي يتطلب دافعية كبيرة وصرامة في التطبيق. وهي الفكرة التي زكاها أحمد، المدرب الرياضي الذي أكد أن هذه الحمية لا يمكن أخذها على محمل الهزل.
واعتبر أن استشارة الطبيب قبل الدخول في هذه الحمية وطيلة مدة اتباعها يمكن من تعزيز الدافعية والتحفيز، مسجلا انه "ليس من السهل الامتناع عن استهلاك هذا الغذاء أو ذاك. أنصح دائما بتحديد الأهداف على أمد قريب لتفادي التراجع في حال تأخر تحقيق النتائج المطلوبة".
وتابع أن النشاط الرياضي يبقى ضروريا لفقدان الوزن، لأن الحمية الغذائية كيفما كان نوعها لا تحقق لوحدها النتائج المنشودة على المدى البعيد.
فقدان الوزن...وماذا بعد!
عندما يكون فقدان الوزن هو الهدف النهائي، فإن عشاق الحميات الغذائية يغفلون عن المخاطر التي تنجم عنها.
تقول الدكتورة مريم العاجي، في هذا الصدد، إن نظام الكيتو لا يحترم القواعد الأساسية للتغذية المتوازنة، بينما يتعين تغليب التغذية المتنوعة على المدى البعيد لأن كل غذاء يحتوي على منافعه الخاصة الكلية والدقيقة، موضحة أن "تجنب تناول الحبوب والقطاني والفواكه يمكن أن يؤدي إلى بعض أنواع النقص، الذي قد يطال، على الخصوص، الألياف والفيتامينات، ويضاعف من المخاطر التي تهدد جهاز القلب والشرايين.
وفضلا عن ذلك، تضيف آية، يصعب الحفاظ على الحمية نتيجة لبعض المتاعب التي ترتبط بالاجتفاف، مشيرة الى أن من شأن المرور من تغذية طبيعية إلى حمية الكيتو أن يؤدي إلى الشعور بالغثيان والتعب والتشنجات.
وفي حالتها هي فقد مكنتها حمية من هذا النوع من فقدان الوزن، لكن ليس لفترة طويلة، إذ من بين المشاكل الناجمة عن هذا النوع من الحمية، التي يقال عنها أنها شديدة، هو أثر الانتكاس، مسجلة بأسف أنها استرجعت وزنها بمجرد ما أصبحت تغذيتها متنوعة.
وعلى العموم فقد أبانت هذه الحمية، التي أصبحت موضوع تشجيع من لدن المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، عن نتائج جيدة بالنسبة للبعض، لكنها في الحقيقة ليست دون مخاطر. فهل يتعلق الأمر بحل للتنحيف أم مجرد موضة غذائية؟ ما هو مؤكد أن حمية الكيتو تحتاج الى مزيد من الوقت لتقوية وزنها في مجال الحميات الغذائية!