تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لاعتبارات مصيرية

Par
خليل الهاشمي الإدريسي

صاحب الجلالة الملك محمد السادس


مغرب المعركة بدأ يرى النور. سنمضي سنوات في قياس أثر جائحة كوفيد - 19 على البلاد. إنه أثر متعدد الأشكال سيكون من الصعب تقييمه، لكن ذلك لن يحول دون ظهور ملامح مغرب مناضل في الأفق.

البلاد خرجت، لاعتبارات مصيرية، من السلبية، وتم إرساء مسلسل تفاعلي قوامه الفعل والتحرك. التحرك مبكرا  قبل أن يتجاوزنا انتشار الفيروس. كان من الضروري استباق تطوراته وتكييف إمكانياتنا. إنها  الوسيلة الوحيدة لتجنب تسونامي فيروسي من شأنه قلب كل شيء رأسا على عقب.

التحرك يعني اتخاذ قرارات، ولأجل ذلك يتطلب الأمر، لا محالة، آليات معدة مسبقا ومساطر واضحة لتنفيذ القرارات المتخذة. في الظروف العادية، هكذا يتم الأمر أو يتعين أن يتم وفق المعلقين الملهمين، لكن هل نحن في ظروف عادية؟

كانت المعركة صعبة، وهي لا تزال كذلك اليوم. وصاحب الجلالة في الصفوف الأولى. لم نتجاوز بعد أزمة الجائحة، لكن في انتظار ذلك لدينا حياة ينبغي أن نحياها، مجتمع يتحرك، ورغبات حياة يتم التعبير عنها. الحجر الصحي، القاسي والمستدام، لم يعد خيارا، ثم هناك شهر رمضان والمناسبات الدينية والأسرة والأسفار...، كل تلك الأشياء البديهية التي تشكل حياة.

إن الحيلولة دون ارتفاع جديد للمؤشرات الوبائية، وبأي ثمن، يعد هدفا استراتيجيا للدولة. وعلى ضوء هذه الضرورة الحيوية، يتعين أن نحكم على القرارات المتخذة مع ما قد يواكبها أحيانا من عواقب عشوائية أو حتى محبطة على مستوى التنزيل.

في بعض الأحيان، يكون سلوك وانضباط المواطنين غير كاف، بالرغم من الحد الأدنى الأساسي من الوعي بالرهانات والتحديات. ففي بعض الفضاءات، أصبح عدم الامتثال لقواعد الوقاية هو السائد. وهذا يزيد من تعقيد التعبئة ضد كوفيد - 19.

غير ذلك، فإن الدولة وضعت نفسها في الخط الأمامي لمحاربة الوباء من خلال البحث عن موارد جديدة وقرب غير مسبوق وحس بالمسؤولية لقي اشادة من قبل  المواطنين. وهذا يرسم ملامح دور مركزي ومجدد للدولة -المقننة والراعية- خلال السنوات القادمة  في مواجهة كل الانحرافات الليبيرالية التي عشناها.