
يدخل موقع "ضاية الرومي" الساحر، بعمقه المتراوح ما بين 15 و20 متر، ضمن أجمل البحيرات الطبيعية السياحية بالمغرب، وهو يتيح بهذه الخاصية لزواره فرصة التأمل والاستمتاع بمناظره الخلابة، وتنوع غطائه النباتي وأصنافه الحيوانية.
يتعلق الأمر بفضاء استثنائي لمزاولة أنشطة مائية، أو التنزه على الأقدام في محيط البحيرة والأراضي المجاورة، وصيد الأسماك، إلى جانب القيام بجولات لاكتشاف جمال المنطقة وغاباتها المجاورة.
وتعد البحيرة أيضا فضاء ملائما لممارسة الرياضات البحرية مثل رياضة الدراجات المائية (الجيت سكي)، إلى جانب أنها فضاء للنزهة مع العائلة أو الأصدقاء، إذ توفر غاباتها فضاءات واسعة لاستقبال هواة الطبيعة والهدوء بعيدا عن ضجيج المدن خلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل استمتاع أفراد العائلة بأوقاتهم وسط طبيعتها الساحرة.
ضاية الرومي وجهة سياحية إيكولوجية بامتياز
لفت المهدي بنشقرون، المدير العام لنادي "دار الضاية" المحاذي لبحيرة ضاية الرومي، الى أن هذا الفضاء، الذي تهيمن عليه تلال مخضرة ضمن مساحة تناهز 96 هكتارا وبارتفاع 500 متر، يشكل بيئة حيوية هامة وأحد أجمل المواقع الطبيعية بالمغرب.
ولاحظ مدير النادي أن ضاية الرومي تمتلك بالفعل كافة المؤهلات لتصبح وجهة إيكولوجية بامتياز، مشيرا إلى أن الموقع يتسم بالفضاء الغابوي ومناظره الطبيعية الاستثنائية، إلى جانب تنوع غطائه النباتي الذي يضم حوالي 35 صنفا نباتيا على ضفاف الجداول والبحيرة، الى جانب تعدد أصنافه الحيوانية كالبط البري، ودجاجة الماء خضراء الأقدام (المورهن)، والغرة الأوراسية، واللقالق.
هذه المؤهلات، يضيف المتحدث، توفر العديد من الإمكانيات التي يتعين تطويرها من أجل تثمين السياحة الإيكولوجية بالمنطقة.
وأوضح أنه لدى زيارة بحيرة ضاية الرومي، وخاصة "دار الضاية"، يمكن مزاولة العديد من الأنشطة والرحلات من قبيل التنزه على الأقدام يتخلله توقف عند ساكنة المنطقة المعروفين بحفاوة الترحاب والكرم، سواء من أجل احتساء كوب من الشاي أو تناول وجبة غداء في فضاء إيكولوجي، وتحت سقف خيام الرحل.
ومن أجل إقامة تخلد في الذهن، يمكن للزوار الاستفادة من برامج كاملة للاسترخاء وممارسة اليوغا وغيرها من الأنشطة الترفيهية المقترحة، كالبحث عن الكنز وورشات العمل الفنية الإبداعية.
تدهور مداخيل السياحة بالموقع بسبب حالة الطوارئ الصحية
من جانب آخر، أشار السيد بنشقرون إلى أن وباء فيروس كورونا وتدابير الحجر الصحي وحالة الطوارئ التي تم إرساؤها للحد من تفشي "كوفيد- 19" في المملكة كان لها تأثير سلبي على المنطقة.
إذ شهدت "دار الضاية"، يتابع بالقول، انخفاضا في رقم معاملاتها بأكثر من 65 بالمئة، مضيفا أن النادي يستقبل حاليا تقريبا كل عطلة نهاية أسبوع وأيام العطل زبائن أفرادا، بعد أن كان يستضيف مجموعات من السياح المغاربة والأجانب الذين يمثلون الجزء الأكبر من رقم معاملات الفندق.
بالنسبة لأحمد، وهو محاسب ورب أسرة، تعد ضاية الرومي فضاء هادئا ودافئا وطبيعيا "حيث لا نتنفس هواء نقيا ومنعشا فحسب، بل أيضا نبتعد فيه عن روتين وضغوط الحياة اليومية". وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "استمعت أنا وزوجتي وأطفالي بكل اللحظات التي قضيناها بهذا الفضاء المريح، حيث قمنا بمجموعة متنوعة من الأنشطة خاصة الصيد والتجديف وركوب الدراجات وجولات على الأقدام". وفي الوقت الذي تعتبر فيه هذه البحيرة عند العديد من الناس منتجعا جذابا، فهي بالنسبة إلى فئة أخرى بمثابة مختبر بيئي يغري محبي العلوم والمعرفة بالبحث والاستكشاف للاستطلاع على هذا المكان الطبيعي.